أبو بكر الصديق _ رضي الله عنه

أبو بكر الصديق _ رضي الله عنه _ أفضل خلق الله بعد الأنبياء

هو عبد الله بن أبي قحافة،خليفة النبي r وصاحبه ورفيقه في الحضر والأسفار والسابق إلى التصديق،المؤيد من الله تعالى بالتوفيق.
وهو الذي كان مع رسول الله r في الغار.وهذا بإجماع المفسرين من أهل السنة والجماعة كالطبري وابن كثير والقرطبي وغيرهم .
قال أبو بكر الصديقt:كنت مع النبي r في الغار،فرفعت رأسي فإذا أنا بأقدام القوم فقلت:يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا،قال:"اسكت يا أبا بكر،اثنان الله ثالثهما ".البخاري في المناقب برقم(3922)،ومسلم في فضائل الصحابة برقم(2381).
وحين دعاه رسول الله r إلى الإسلام آمن لساعته ولم يطل التفكير لما كان يعلمه من صدق النبي r وأمانته ، وحسن سجيته وكرم أخلاقه مما يمنعه أن يكذب على الخلق ، فكيف يكذب على الله تعالى ؟! .
وكان أول الناس إسلاماً،وأشهرهم تصديقاً برسول الله r ودعوته،يقول رسول الله r:"ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبوة،وتردد ونظر،إلا أبا بكر،ما عَتَمَ عنه حين ذكرته،وما تردد فيه"مختصر تاريخ ابن عساكر(13/44).
ولقد أعلن رسول الله r ذلك بين الناس عندما صعد جبل أُحد مع أبي بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم الجبل ، فقال النبي r :" اثبت أُحُد فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان ".البخاري " مع الفتح " (7/22) ، رقم (3675) .
ولهذا كان علي بن أبي طالب t في خلافته يذكر على المنبر ويكرَّر مراراً :"إن الله سمَّى أبا بكر على لسان نبيه صدَّيقاً". قال النبي r :" وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر ".رواه الإمام أحمد في "مسنده " (2/253) ، وقال الهيثمي:رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن إسرائيل،وهو ثقة مأمون.مجمع الزوائد(9/36) .
وقف النبي r في أواخر أيامه فخطب الناس وقال :" إن الله تعالى خيّر عبداً بين الدنيا وما عنده ، فاختار ما عنده " ، فبكى أبو بكر . قال أبو سعيد راوي الحديث : فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله r عن عبدٍ خُيَّر ، فكان رسول الله r هو المخيَّر ، وكان أبو بكر هو أعلمنا . فقال رسول الله r :" إنَّ من أمنّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد بابٌ إلا باب أبي بكر ".البخاري "مع الفتح" (7/12)،رقم(3654)،ومسلم"بشرح النووي"(15/150ـ151).
ولما كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ودُهش الناس كيوم قُبض رسول الله r ، وجاء علي بن أبي طالب t باكياً مسرعاً وهو يقول :" اليوم انقطعت خلافة النبوة ، حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجى فقال : رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاماً ، وأكملهم إيماناً ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقيناً ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة،وأشبههم برسول الله r هدياً وخُلقاً وسمتاً وفعلاً ".مختصر تاريخ ابن عساكر(13/126) .
وقال لم أشرب الخمر في الجاهلية لأنني كنتُ أصون عرضي،وأحفظ مروءتي،فإن من شرب الخمر كان مضيعاً في عرضه ومروءته
وقد أشار النبي r بخلافته حيث قال:"مروا أبا بكر يصلي بالناس".البخاري باب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة برقم(678).
وأتت امرأة للنبي r فأمرها أن ترجع إليه ، قالت:أرأيت إن ولم أجدك –كأنها تقول الموت- قال r : "إن لم تجديني فأتي أبا بكر" .رواه البخاري في فضائل الصحابة برقم(3659)،ومسلم في فضائل الصحابة برقم(2386).قال علي t: والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهدُ النبي الأمي إلي: "لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق"رواه مسلم في "الإيمان" برقم (78).
قال الإمام الذهبي رحمه الله:فإذا كان هذا قاله النبي r في حق علي فالصِّدِّيقُ بالأولى والأحرى لأنه أفضل الخلق بعد النبي r ومذهب عمر وعلي رضي الله عنهما أن من فضل على الصديق أحداً فإنه يجلد حد المفتري. انتهى. الكبائر (ص 181).